في الوقت الذي من المفترض أن تكون القوات الأمنية هي مصدر الامان ، أصبحت في السودان هي مصدر خوف ..
مع تعالي أصوات الأنفجارات و انهدام البيوت ، تعالت أصوات النساء المستغيثة في السودان مطالبين بحفظهن و حفظ شرفهن من اغتصاب و اعتداء ، و لكن ما من مجيب !
و لم يتوقف الأمر في هذا الحد ! بل أصبحن الفتيات أمهات لأطفال ستجهل هوياتهم ،
و هويات آبائهم في المستقبل !
فأصبح من الضروري أن تنقل الفتاة قصتها لعلها تستطيع إيصال صوتها للعالم لينقذ باقي الفتيات مما يمررن به ؛ و هذا ما فعلته فاطمة !
حيث أنها سردت قصتها لعلها تصل بطريقة أو آخرى إلى شخص يستطيع أن يقول كفى !
كفى لكل ما يحدث ..!
ذعر و رعب لا حامٍ يتحامى به أحد !
تصف فاطمة الأحداث و تسرد قصتها بقولها :
لا أحد في البلد يستطيع انقاذك إذا وقعت في ايديهم ! انهم أسواء حتى من أن يتم وصفهم بالمتجبرين !
لا يرحمون صغيرا أو كبيرا ً و يقتل كل من يحاول الوقوف أمامهم !
كوالدي الذي قتل في تلك الليلة ..
المنزل كأنه بلا أبواب من شدة بطشهم يقتلعونه حتى يتهجمون على من فيه ؛
و أقصد بذلك التهجم الأعتداء ، الضرب ، الاغتصاب ، و على الجميع دون استثناء !
لا يرحمون ضعف صغير و لا يحترمون شيب كبير ..
دخل الجيش منزلنا و نحن في ذعر ، شتموا الرجال و اغتصبوا النساء ،
حاول والدي أن يصدهم و لكن أحدهم أنهى حياته بطلقة في رأسه أدت إلى وفاته !
صرخنا ، بكينا ، رفضنا ولكن لا مجيب ..
غربت الشمس و غربت معها أرواحنا !
لكني لا أزال استغيث ليس من أجلي فقط ! و لكن من أجل فتيات بلدي من أجل نساءنا و أطفالنا و رجالنا الأشراف ! و من أجل حريتنا و بلدنا !
و من اجل الأطفال الذين سيولدون منبوذين من أهاليهم ، و ممن حولهم جميعا ..
و أنهت كلماتها التي أوقن بأنها تكتبها بدموعها التي تذرفها عيناها ..
ما نأمله منكم الدعاء لهم عامة و لهن خاصة .