40% من الأشخاص يقدمون معلومات للأخرين حسب أهتماماتهم الشخصية و الأشياء التي يحبونها و نسبة أقل منها الذين سيقدمون لك ما تحتاجه من معلومات !
دائما ما كان يراودني هذا السؤال ، و هو كيفية تقديم الأشخاص للمعلومات لمن حولهم !؟ لا اعني بالكيفية الطريقة ! بل أعني نوعية المعلومة المقدمة منهم !
فقمت بإجراء استطلاع من نوعين مختلفين و بتصنيفين مختلفين أيضا ؛ لكني لم احصر الاستطلاع على نوع معين من المعلومات أو الدراسات حتى تكون النتائج أكثر منطقية ! ؛ بالإضافة إلى أنني اخترت الفترة الزمنية التي ستقدم لي فيها المعلومات و حصرتها ب " عدة دقائق فقط " و ذلك لأنه في الاوقات المحصورة تطرأ المعلومات الأكثر أهمية بالنسبة للشخص .
الفئات و التصنيفات التي قمت بإجراء الإستطلاع عليها ..
استطلاع على أرض الواقع = استطلاع على المواقع
و تندرج التصنيفات بين :
أشخاص أعرفهم X أشخاص لا أعرفهم
و قد كانت رحلة الاستطلاع مع الأشخاص في أرض الواقع أصعب قليلا ، حيث أنه من الصعب أن تقوم بالطلب من شخص غريب تقديم معلومة على الفور ! أو قد يحرج الأشخاص من حولك الذين تعرفهم في تقديم معلومة لك و سيفكرون كثيرا في كيفية انتقائها حتى تكون ذات نفع لك كما تطمح ؛ كما يجب في هذه الحالة اختيار بيئات متعددة و متنوعة لطرح الاستطلاع ، لذلك سنطرح نتائج الدراسة في أرض الواقع أولا ..
نتائج الاستطلاع في أرض الواقع
و قد كان السؤال الذي طرحته لهذا الاستطلاع هو السؤال التالي
لو قمت بالجلوس معك لعدة دقائق ماذا ستعلمني ؟
و قد استهدفت البيئة الاولى و هي المحيط العائلي ثم بدأ المحيط يتوسط لدائرة الاقارب ، و من ثم الأصدقاء الأقرب فالاقرب إنتهاء بزملاء العمل و الدراسة .
المحيط العائلي و الاقارب كان الجزء الأكبر من اجوبتهم يتمحور حول " اهتماماتهم و ما أود أن أتعلمه " ‘
فقد قالت ’ إكرام’ بأنها ستعلمني كيفية النظر للأمور من عدة زوايا لانها تحب فعل ذلك .
فيما تقول ريفان : لو انني لم أكن أحب التعلم كانت ستقوم بتعليمي كيف أحبه لانها تجد أن التعليم شيء جميل
و من جانب اسراء فقد قالت بأن : التصميم و الطبخ هو ما ستقوم بتعليمي شيئا عنه كما تفعل الأن مع الجميع لان هذا هو شغفها .
*******
أما عن ميعاد فقد قالت : حددي ما تودين تعلمه و سأخبرك بالمعلومات التي أحملها حوله ، و هل لدي المعلومات الكافية حوله أو لا .
و هدى كانت لديها اجابة مشابهة و هي : اختاري أحد المجالات و سنبحث سويا عن المعلومات حوله .
و جاءت العديد من الاجوبة بنفس المعنى ...
و عن محيط الأصدقاء فقد انحصرت اجاباتهم بشكل كبير حول " معلومات حديثة أفادتهم " ،
و ذكرت سعاد في هذا الأمر : أنها عملت كمتطوعة في احدى الجهات الأمر الذي غير نظرتها عن التطوع لذلك ستعلمني بعض الأمور عن التطوع !
بينما قالت عواطف : بأن مجال المكياج ليس صعبا كما كانت تتوقع قبل أن تدرسه لذلك ستعطيني بعضا من تعليماته .
و قد جاء رد إلهام : عن تعلمها لثقافة جديدة لبلد أحبتها فتراوح جوابها بين الإهتمام و الشغف و التعليم الجديد .
و بالنسبة لزملاء العمل و زملاء الدراسة فكانت اجاباتهم تتمحور حول " ما أحتاجه " و هنا لا يعني بأن المعلومات التي تم تقديمها تفيدني أنا كشخص حسب رأيي ، بل أعني أن هؤلاء الأشخاص يرون بأنني أحتاج لهذه المعلومات فقدموها لي سواء في تعاملات أو خبرات ، أو كيفية التعامل مع المواقف و الأشخاص .
*******
أما عن الاشخاص الغرباء في الواقع فقد اتجهت إلى عدة مواقع حتى أجد أشخاص بإهتمامات مختلفة ، كالسوق و الحديقة العامة و الأسواق و كانت اجاباتهم كالتالي :
24 شخص أفادوا بمعلومات تختص بإهتماماتهم و يحبونها .
و كان الأشخاص الذين قدموا معلومات لأشياء حديثة 17 شخصا .
فيما كان النصيب الأكبر لمن سألوني عن ما أود تعلمه بمقدار 37 شخصا .
و النصيب الأقل لما أحتاج لتعلمه بثلاثة أشخاص فقط !
نتائج الإستطلاع في المواقع
و عن النتائج التي توصلت إليها في الإستطلاع عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي هنا قد أختلفت المعايير قليلا في تقديم المعلومات ، و أهم ما لفت انتباهي هو أن الأشخاص في المواقع يقدمون المعلومات " حسب الشخص " الذي يقوم بطلبها منهم و مكانته !
فكان العديد من الأشخاص الذين أعرفهم و الذين لا أعرفهم قد قالوا بأنهم يتلقون التعليم مني ! و حتى بعد أن قمت بسؤال بعض الأشخاص بحساب يخفي هويتي الحقيقة كانت الاجابات عشوائية تعتبر من الحكم و الأقوال و ليست معلومات؛ لذلك لم أضعهم تحت أي تصنيف .
و من الأشخاص الذين أعرفهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فقد اجابوا أيضا عن الاهتمامات و الاشياء التي تعلموها حديثا و كان لها النصيب الأكبر في التصنيف ..
حيث قالت الجوهرة :انها تعلمت في الفترة الماضية عن الاسعافات الاولية لذلك تريد نشرها للفائدة .
فيما قالت سارة : بأنها ستقوم بتعليمي الحرف اليدوية التي تحبها كالفخار و الحياكة .
أما عن بيان فقد تعلمت عدة معلومات سريعة عن الطاقة و أرادت إيصالها لي .
و نورة في نفس السياق و لكن بمعلومات بسيطة و سريعة كما وصفتها .
و لم يقدم ايا منهم معلومات " احتاجها " !
بينما سئلت من شخص واحد فقط عن نوعية المعلومات التي أود تلقيها !
******
و انحصرت اجابات الاشخاص الذين لا اعرفهم في الاهتمامات الخاصة بهم بشكل كبير ؛ بالإضافة إلى الأشياء التي تعلموها حديثا في مجالاتهم .
و قد تم فرز الاجوبة جميعها في كلا التصنيفات و الفئات حتى التي لم تذكر هنا و توضيحها بالشكل البياني التالي :

في ماذا قد تفيدنا دراسة كهذه ؟
قبل أن أفكر في إقامة هذه الدراسة بفترة بسيطة ، بدأت أحلل المعلومات التي يقدمها الأشخاص سواء في الحياة الواقعية أم في مواقع التواصل الإجتماعي ؛
حيث أننا في اليوم الواحد نتلقى العديد من المعلومات التي علينا تصنيفها إن أردنا الإستفادة منها عن طريق تحديد مدى نفعها بالنسبة لنا !
فهناك معلومات نحتاجها سواء في تصرفاتنا أو في التعامل مع الأشخاص أو مواقف الحياة أو حتى في العمل ، و أخرى تنمي معرفتنا و منها ما هو مسلي حتى لو لم يكن ضمن اهتماماتنا !
تصنيفنا للمعلومات التي نتلقاها من قبل الاشخاص هو الفارق في وعينا من عدمه ..
و لنعلم كيفية تصنيف تلك المعلومات علينا التركيز في عدة أمور :
أولا : نوع العلاقة يندرج تحت أي التصنيفات هل هو من العائلة أم صديق أم من الأقارب أو زميل و هكذا ..
ثانيا : معرفة مدى عمق علاقتنا مع الشخص له دور أيضا في تقديمه للمعلومة و في تلقيها لنا .
ثالثا : التنبه لطريقة سرد المعلومة ! حيث أنك ستجد الاختلاف في طريقة شخص يخبرك بمعلومة عن أمر يحبه و يهتم به ، و شخص آخر يخبرك بمعلومة لأنك تحتاجها و قس عليها البقية ..
رابعا : لن يعطيك أحدهم معلومة ناقصة ! لذلك عليك الاستماع للمعلومة كاملة حتى تكون قادر على تصنيفها .
أخيرا :
عندما أقدمت على هذه الدراسة كنت بكامل معرفتي بأن بضعة دقائق لا تكفي لتقديم التعليم ! و لكن يمكن لأي شخص اعطاءك معلومات سريعة أو رؤوس أقلام تفيدك أما على الصعيد الشخصي ، أو المعرفي أو معلومات بسيطة تشدك للبحث عن معلومات في نفس المجال أكثر و أعمق و كما ذكرت في البداية أن الدقائق المحصورة تجعلك تستحضر المعلومات الأكثر أهمية بالنسبة إليك " .