و كان هذا الحديث قد صدر من أحدى الفتاتين التي ترى بأن استقرارها في حياة لا يمسها أي صعوبة هو ما يحدد قيمتها الذاتية ..
بينما كان للآخرى رأيا آخر لكنها لم تطرحه قولا ، بل دعت صديقتها إلى التسوق !
أخذا يتجولان في السوق حتى توقفا أمام محلٍ للذهب و اشترت الصديقة قطعة سبيكة ذهبية ، أخرجتها من العلبة الخاصة بها و امسكتها في يدها و هما يكملان التسوق ..
و تارة تسقط من يدها و ترتطم بالأرض ، وتارة أخرى تتناساها في أحد المحلات ثم تعود إليها ، و في بعض الأحيان تحاول إحداث بعض الشروخ فيها بإستخدام مفتاح المنزل الذي بحوزتها ، أو تضعها على الطاولة بإهمال فتتلطخ ببعض الطعام أو القهوة ..
ثم بعد إنتهائهم من الجولة التسوقية أعادتها في العلبة الخاصة بها ، و قامت بإهدائها إلى صديقتها التي فرحت بها و جدا بالرغم من أنها كانت تغضب منها في كل مرة تقع منها أو تنساها .. !
سألت صديقتها بهدوء : لماذا فرحتي بها بالرغم من انك كنتي مستاءة من سقوطها و الخدوش التي كنت احدثها فيها ..؟
فأجابتها : لأنها لا تزال قطعة ذهب و ما فعلتيه بها لا يغير من كونها ذهبا !
فابتسمت الأولى مجيبة : الظروف و البيئة المحيطة التي يمر الشخص بها و تذبذب استقراره لا تغير من قيمته لذاته و من نظرته لنفسك ..! تماما كقطعة الذهب التي في يدك ! كنت أرى كيف أنك كنتي مستاأة مما أفعله بها لكنك أخيرا قلتي كل مافعلته لا يغير من كونها ذهبا ..