هل من الممكن أن يكون رمضان الذي يعود كل سنة ، مختلفا عن كل عام يسبقه .. !
يعود رمضان في سنة بنفس الشهر ، بجميع التفاصيل التي تتخلل طياته ،
فيُصام النهار ، و يفُطر في آخره ، و تُصلى التراويح ، و في آخر عشِر منه القيام ..
فهل من الممكن أن أن نجعل كل سنة في رمضان تحل علينا مختلفة عن التي تسبقها .. ؟
اختلاف رمضان يكون في اختلاف أنفسنا أولا و أرواحنا ثانيا ..
يكمن الأختلاف في كل رمضان يحل بإختلاف انفسنا و أروحنا ، فإن أردنا أن يختلف الشهر هذه السنة عن السنة التي تسبقها ، علينا بالبدء بتغيير ما بداخلنا ..!
فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيُروا مَا بِأَنفُسِهِمْ )
و بداية التغيير يبدأ بالنية الصالحة لفعل الخيرات في هذا الشهر الكريم التي تُضاعف بإذن الله ، بشكل مكثف عن بقية الأيام ، و المحاولة و مجاهدة النفس في ترك المنكرات و المعاصي قدر المستطاع ...
كالنية و العزم على قراءة نصاب أكبر من القران ، و الحرص على أداء صلاة التراويح حسب الاستطاعة ، و النوافل و كثرة الذكر و التسبيح و التهليل ، بالإضافة إلى لهج لسانك بالدعاء في كل وقت فأيام و أوقات رمضان جميعها مباركة و خاصة العشر الآواخر منه فلنحرص على استغلالها بالخيرات بأكبر قدر ممكن ..
هناك من تمر عليه جميع رمضاناته متشابهة مثل بعضها .. !
و يكون رمضان لدى البعض كغيره من الشهور ، فلا يستشعر عظمة الشهر الكريم ،
و لا يحاول مجاهدة النفس بترك المعاصي ، و لا يكثر لديه فعل الخيرات ..
فيحل عليه رمضان و ينقضي ، و لا يزداد فيه آجره و لا يغتنم فرص التوبة و الغفران و اجابة الدعوات ..
و من الناس من يكون صومه فقط عن الأكل و الشرب ، و لا يتحلى ببقية الضوابط التي فرض و شرع الصوم من أجلها ،
كاستشعار الحاجة لله و الافتقار إليه ، و الاحساس بالفقراء و المساكين و محاولة مساعدتهم ،
و حسن الخلق الذي هو كفيل برفع الدرجات إلى منزلة عالية فالجنة ..
المؤسف في ذلك كله هو أنه لا يعلم ، هل يعود عليه رمضان في العام المقبل ؟