- رمضان - ليس كغيره من الشهور التي تحل كل عام ، و ما يميزه هي الأجواء المختلفة فيه ..
من صيام و عبادة و قيام الليل ، و الزيارات وصلة الأرحام ..
و يختلف في عودته في كل عام تلك التفاصيل الصغيرة التي تُخبأ بين أجواءه ،
سواء كان تفاصيل روحانية أم تفاصيل مرئية ..
ففي كل عام يأتي رمضان حاملاً معه أشخاص جُدد في حياتك تُهنئهم و تأنس بأداء العبادات و قضاء الأجواء الرمضانية معهم ؛
بينما في الوقت نفسه قد يأتي رمضان و قد فاضت بعض أرواح أحبتنا بجوار بارئها ، فلا يسعنا سوى أن ندعوا لهم بأن يكون رمضانهم بقرب ربهم و برحمته أجمل ..
و قد يختلف رمضان بأن يكون أحدهم قد تزوج و سيأتي رمضانه الأول بقرب من كُتب من نصيبه فيصبح رمضانه بمذاق حلو مختلف ،
و قد يحل على أحدهم و قد انتقل من مكان اقامته او من بلدة عاش فيها لبلدة أخرى فيختلف رمضانه ..
و لا يقتصر على هذا الاختلاف ماذكرناه ..!
بل حتى الزينة التي توضع في البيوت لإستقباله تختلف في كل عام من لون و شكل و نقش ..! ،
فكانت الفوانيس{ القناديل} في سابق الأعوام هي ما تُزين رمضان و تُشعر الناس بوجوده .!
بينما الأن أُضيف بجانب الفوانيس كلا من الأطباق التي تختص برسومات و نقشات رمضانية ، وقبل موعد الإفطار تشعر بالحركة الغريبة التي تُحيط المنازل من قبل النساء اللاتي تُجهزن أطباقهن لإضافة اللمسات الأخيرة قبل تقديمها في الطبق الرمضاني ،
على السُفرة التي تتوسدها بالمنتصف عبارة - رمضان كريم - تُحيطها الفوانيس و النجوم الصغيرة ..
ناهيك عن الأطباق الجانبية الصغيرة التي أمتلئت بحبات السمبوسة المقرمشة ،
و بجانب الطبق الرئيسي وضع إناء الشوربة ، و حبات التمر العسلية او الرطب في الجانب الأخر ،
و على طاولة صغيرة في الجانب كان قد اخذ مكانه كلاً من عصير الفيمتو و ماء الزمزم الذي نُكِه بماء الورد ..
و تأتي أيضا ضمن الإضافات الإضاءات الصغيرة التي يتم تعليقها على الحوائط حتى يُعطي نورها الخافت أجواءً رمضانية بعد صلاة التروايح ، عند تجمع العائلة و الأحباء لقضاء ذلك الوقت في مشاهدة البرامج التلفزونية الرمضانية او بتجاذب أطراف الحديث الذي يكون حلاه قطعة من القطائف المحشوة بالقشطة و المُكسرات تسيل منها قطرات من القطر - الشيرة- أو العسل و ترتص بجانبها قطع الكنافة المُزينة بحبات اللوز الذهبي - و هذه إحدى العادات التي
لا أعتقد بأنها قد تفنى -
فهي عادة رمضانية رئيسية لابد منها مَثَلُها كمثل تلك الأغنية لمحمد عبد المطلب :
رمضان جانا ،، و فرحنا به
بعد غيابه ،، و بقاله زمان
التي فور سماعها يقشعر بدنك لجمال اللحظات التي أصبحت في وسطها تستشعر تفاصيلها
كما أصبح في السنوات الأخيرة يتم استحداث نوع معين من الأقمشة يختلف عن غيره في كل عام تختاره النساء ليكون كزي رسمي او موحد لأول يوم رمضاني حتى يكون له انطباعه المختلف المميز ..
و كل تلك التفاصيل تضيف لرمضان أجواء أخرى تُشعرنا فعلاً بروحانيته و أختلافه عن باقي الشهور ..
الأمر الذي يجعلنا نتوق لرمضان حتى لو كان الشهر الماضي هو رمضان ..