يعتبر بعض الأشخاص أن الاحتفاظ بالأشياء لحين حاجتها هو نوع من التوفير أو الادخار، ولا شك أن هذا الأمر جيد إلى حد ما، إلا أنه قد يتطور مع مرور الوقت ويصبح لدى البعض اضطراب التخزين المعروف طبيًا بمسمى (الاكتناز القهري).
قد بدأ هذا المرض في الآونة الأخيرة بالانتشار خصوصًا بعد جائحة كورونا، فما هذا المرض؟ وما أعراضه؟ وكيفية التخلص منه؟، هذا ما سنتطرق إليه في هذا المقال.
ما مرض الاكتناز القهري (اضطراب التخزين)؟
هي حالة اضطرابية أو مرضية يعاني المصاب بها من تخزين مبالغ به للأشياء القديمة، والتي تكون عادة بلا قيمة أو فائدة، ويجد المريض في هذه الحالة صعوبة مفرطة في التخلص من الممتلكات الخاصة أو التفريط بها.
ونتيجة لذلك يصبح لديه الكثير من الأشياء المكدسة، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على مكان المعيشة وجودتها؛ حيث يصبح المكان فوضوي.
ما أسباب (اضطراب التخزين)؟
حسب قول الأطباء للدراسات التي أجريت من قبلهم بأن أسباب الاكتناز القهري (اضطراب التخزين) قد تكون مختلفة من شخص لآخر، فهناك من يكون المرض وراثيًا لديهم؛ إذ أن هذا المرض يمكن توارثه عن طريق الجينات، كما أن إصابات الدماغ أو ضغوطات الحياة والصدمات قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض .
ويعتقد المصابين باضطراب التخزين أنهم قد يحتاجون إلى تلك الأشياء المخزنة في يوم من الأيام.
أما عن كثرة الإصابة بهذا المرض بعد جائحة كورونا فقد وصفه أحد الأطباء قائلًا:
“فترة جائحة كورونا كانت صعبة جدًا على البعض، حيث أن هناك فئة من المجتمع لم يكونوا قادرين على جلب احتياجاتهم وادخارها في فترة الحجر الكامل، و هذا ما أدى إلى إصابة البعض بنوع من الخوف في عدم مقدرتهم على جلب الأشياء بسهولة؛ لذلك عندما يحصلون على شيء يحبونه أو يحتاجونه يقومون بتخزينه والاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة”.
ما أعراض الاكتناز القهري؟
اتفق علماء الطب النفسي إلى عدة أعراض بأنها أساسية وعند ظهورها على المريض المراجعة الفورية للطبيب، وهي:
- الصعوبة الزائدة في التخلي عن الممتلكات والأشياء التي لا قيمة أو فائدة لها .
- اقتناء الأشياء الزائدة عن الاحتياج أو أشياء غير ضرورية .
- تراكم الأغراض والفوضى الزائدة غير الطبيعية .
- التردد والتأجيل في الترتيب أو التنظيم بشكل دائم .
علاج الاكتناز القهري (اضطراب التخزين)
عند التأكد من الإصابة بالمرض يتخذ الأطباء الإجراءات التالية تدريجيًا لعلاج المريض؛ كما يمكن للمصابين بهذا المرض في بدايته أن يقوموا بتلك العلاجات ذاتيًا إن كانوا قادرين دون اللجوء للطبيب:
- المعرفة السلوكية، وهي معرفة السبب الذي لجأ المريض بسببه لتخزين الأشياء، ومساعدته في اتخاذ القرارات الصارمة حول التخلص من الأشياء غير اللازمة.
- معرفة الأسباب التي قد لا تمكن المريض من اقتناء الأشياء عند حاجتها.
- وفي المرحلة الأخيرة تأتي الأدوية لتحسين السلوك والأعراض المصاحبة للمرض .
قد يحدث لدى المريض أعراض جانبية خطيرة كالعزلة الدائمة، أو الخلافات العائلية، أو مشاكل في العمل وضعف الآداء؛ لذا يجب معالجة الأمر فورًا.