الحب هي روح القاها الله في جميع قلوب محبيه , تسري بهم مسرى الدم , هائمه في شراينهم . لا يستطيع حتى السد التحكم بها , و اذا وصلت الى القلب , جعلت نبضه فرحا و حبا و يكاد ان يخلع في كف صاحبه . وسنقدم لكم في هذا المقال تلخيص رواية ” ولنا في الحلال لقاء ”
امثلة يضرب بها المثل في الحب :
و يأتي الحب العظيم الذي يلقيه الله في قلوب المحبين على غرار حب رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم لأمنا خديجة رضي الله عنها .
و حب إمامنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه لزوجته الزهراء فاطمة رضي الله عنها .
كما كان هذا الحب متواجدا ايضا في قلوب عنتر و قيس لعبلة و ليلى .
انه الحب الذي يقال عنه : أيؤذي المحب ؟ فيجيب على التساؤل : ما اجتمع الاذى و الحب في نفس القلب .
تتمحور روايتنا ” ولنا في الحلال لقاء ” حول
احدى الفتيات اعف الله قلبها و صانها عن الحرام , قذف الهداية في قلبها ؛ حيث نشأت على كتاب الله وسنة رسوله في سن مبكر ؛ كما انها ملتزمة كل الالتزام بالحجاب الشرعي .
و شاب من عائلة طيبة نشأ على تعاليم الدين الحنيف يدعى ب ” يوسف ” , و له اخت طيبة ملتزمة بالحجاب الشرعي ايضا .
و لكن هذا الشاب اغرته الدنيا ؛ فأصابته بعض العقبات و المصائب , ماهي الا اشارات وضعت في طريقه , ليعود الى الله و الى طريق الحق من جديد .
يقع ” يوسف ” بين اصدقاء لم يعرفوا للخير طريق ؛ حيث يستدرجونه للمعاصي مرة بعد اخرى .
كما انه تعرف على فتاة عن طريقهم تدعى ” هايدي ” , و يلبي كل مايرغب به , بسيارته الفاخرة , و شكله المميز .
ليوسف صديق يدعى ” اسلام ” محبا للخير كارها للمعاصي ؛ حيث كان دائما ما يحزن لحال صديقه يوسف , فهو صديقه منذ عدة سنوات و لكن اصدقاء السوء جرفوه نحوهم .
كما انه كان ينصحه دائما و يحثه للرجوع الى طريق الحق , و لكن اعمت المعاصي قلب يوسف عن الهداية .
معاملة يوسف لاهله
كان ليوسف اخت واحدة , و كان يعاملها هي و والدته معاملة سيئة و فظة للغاية ؛ كما انه يجرح اخته بالكلام دائما , خاصة فيما يتعلق بالحجاب ؛ حيث كان دائما ما يلقبها ب ” الباذنجانة السوداء ” .
اما عن اخته فهي تترجاه دائما ان لا يفعل ذلك , حفظا لمشاعرها من الجرح , و خوفا على اخيها من عقاب الله له .
الحلم الذ كان اشارة من الله ليوسف ليعود لطريق الحق
ذات يوم عاد يوسف الى المنزل , بعد سهرة فيها كل ما يغضب الله من معاصي , و خمر و نساء . و كانت امه تود الحديث معه لكنه تجاهلها و ذهب مسرعا الى غرفته , و عندما جات اخته لتوقظه كانت قد وافته المنية . حيث كانت خاتمته سيئة و ذلك ما افزع و احزن والدته و اخته وصديقه اسلام , و ها هو الان وحيدا في قبره , تحيطه المعاصي و الذنوب لا اصدقاء او نساء و لا احد يستطيع انقاذه .
استيقظ يوسف من نومه و هو يتصبب عرقا , فالكابوس الذي رأه لم يكن بالعادي . من فوره اخذ هاتفه و حدث اسلام عن الحلم الذي رأه . فما كان من اسلام الا ان يخبر صديقه بان تلك رسالة من الله لتعيده في الطريق المستقيم و عليه ان لا يتجاهلها , و ان يعود للطريق الصحيح .
العودة لطريق الحق
و هذا ماحدث بالفعل فقد تبدل حال يوسف للاحسن كثيرا بعد ذلك الكابوس ؛ كما انه ابتعد عن اصدقائه و عشيقته .
و اصبحت معاملته مع اخته من افضل ما يكون .
حتى انه اصبح ياخذها لاحدى صديقاتها التي تدعى ” مريم ” ؛ حيث كانا يحفظان القران سويا .
و تمر الايام حاملة معها تقلبات بين الفرح و الحزن , و مقاومة المعاصي .
كان يوسف كلما شعر بانه سينجرف عن طريق الحق , يعود ويثبت نفسه بقوة و يستعين بالله في ذلك ,
و في صديقه اسلام الذي كان يخبره دائما بانه يحبه في الله .
حتى اصبح يوسف صاحب اكبر الشركات في منطقته . و تزوج من مريم صديقة اخته , و عف نفسه عن الحرام . كما انه رزق بطفل و ينتظر ان تلد زوجته مريم الطفل الاخر .
خلاصة رواية ” ولنا في الحلال لقاء “
من ترك شيئا لله سيعوضه الله بافضل منه و الله عنده حسن الثواب .