تعرف الكاتبة “ نوال السعداوي ” بأنها تحب الاختلاف و التميز في كتاباتها . و تسعى دائما لكتابة كل ما تشعر بأنه يشبه شخصيتها و يتميز مثلها . فقامت بكتابة رواية امرأتان في امرأة التي تعد الرواية الأكثر جدلا من بين جميع أعمالها .
حيث أن هذه الرواية بشكل خاص تتميز بالتناقض دائما ، و لا يستطيع القارئ أن يكون طرفا محايدا . فإما أن يكون مائلا للجانب الأول الذي يقف دائما معها ، و الجانب الأخر الذي يكون دائما ضدها .
ملخص رواية امرأتان في امرأة لنوال السعداوي
أن تجد التناقض بين الكلمات ، و التناقض في شخص واحد ، القبول و الرفض ، القناعة و عدمها. كل تلك الصفات اجتمعت في ” بهية ” التي تحاول أن تكسر قيود المجتمع بقوتها ، و تحاول إثبات نفسها و شخصيتها ،
و أنها ليست كالمجتمع الذي تعيش فيه ” كالقطيع ” كما وصفت .
حيث أنها ترى بأن المرأة في العالم العربي يجب عليها أن تخوض دائما الصراع النفسي ،
الذي مضمونه إرادتها بالعيش في حرية بعيدا عن تحكم الذكر بها ، و أخرى تريد أن تكون كما تعرف المرأة بطاعتها و أنوثتها الراضخة .
لتحارب المعتقدات الخاطئة حولها و تكسر القيود في أحد المواقف ، و تنصاع و ترضخ للبعض الأخر منها ،
فهي منذ ولادتها نشأت معها تلك الأفكار حول ” استعباد ” المجتمع للمرأة حسب وجهة نظرها ،
من خلال جميع محطات حياتها كالدراسة و الزواج و العمل ، و في الحياة الاجتماعية أيضا .
و تبقى بهية حتى أخر الفصول و هي تتأرجح بين الثوران و الانصياع ، و تجعلك في بعض المواقف تقف بنفس صفها ،
و في البعض الأخر تجبرك على معارضة فكرها ، و تنتهي بك الأمور تائها بين الصفين .
لما اختارت نوال السعداوي ذلك النوع من الروايات المثير للجدل حتى تكتبه ؟
قالت مصادر مقربة من الكاتبة نوال السعداوي عن سبب كتابتها لرواية امرأتان في امرأة ،
هو أنها تود أن تخرج العبارات التي تكبتها هي و من مثلها من النساء ، تود إشعار المجتمع بأن بعض المواقف قد تشعر المرأة بأنها مستضعفة ،
و البعض الأخر يجعلها في محل تمرد و عدم الانصياع ،
كما أن السبب الأهم لاختيارها نقطة حساسة للتحدث عنها في المجتمع العربي ،
هو أنه قد طالتها بعض الألفاظ التي كانت تود أن تدافع عن نفسها بها ، و بعض التشويه الذي جاء في حقها دون غيرها .
و لكنها قد أكدت بأنها لا تقوم بالتحريض على أي فئة من فئات المجتمع ،
و ما قامت بكتابته هو لإخراج ما بقلبها و لرؤية نوع جديد من الروايات التي يحكمها القلب بدل العقل .
نبذة عن الكاتبة نوال السعداوي
نوال السيد السعداوي ، من مواليد محافظة الدقهلية ، للعام الميلادي 1931 الميلادي ،
كانت تنتمي لأسرة متوسطة الحال بين أبوين محبين ، و قد ورثت عن والدها قوة الشخصية ، و التمرد على القيود التي فرضها المجتمع ،
أما عن ما قد ورثته من والدتها فهو انصياع الأنثى و طاعتها ،
لذلك تولدت لديها هذه الشخصية المتناقضة .
كتبت نوال أكثر من 50 عملا مختلف و متنوع كالقصص و الروايات و المسرحيات ،
بالإضافة إلى كتب السيرة الذاتية و الحياتية عن الأشخاص الذي كان لهم بصمة في العالم .
و قد رشحت أيضا الكاتبة نوال السعداوي لجائزة ” نوبل ” ، بعد أن قامت عدة دول بالاحتفاء بها ،
و كان ذلك بين الدول العربية و الغربية .
كما أصبح أسم الكاتبة المناضلة ” نوال السعيد السعداوي ” أسما محفورا في الأدب النسوي .